كلام في الصميم | بقلم:رضا السعيد
مافيا تجارة الأدوية المغشوشة.. حين يتحول العلاج إلى سم!في صيدلياتنا، وفي حقائب الأطباء، وعلى أرفف المستشفيات، هناك كارثة حقيقية تتسلل بهدوء... اسمها "الدواء المغشوش".ليس الأمر مجرد تجاوز فردي، ولا خطأ عارض. نحن أمام "مافيا" كاملة الأركان، تُصنّع وتُروّج وتُوزّع سمومًا تحت اسم "دواء"، والكارثة الأكبر أن 15% من الأدوية المتداولة في الأسواق، وفق بعض التقديرات، مغشوشة! بل إن 7% من الأدوية الموجودة في مصر وحدها غير مطابقة للمواصفات، ما يعني أن من بين كل 100 دواء، 25 قد يكون مغشوشًا أو مقلدًا أو منتهي الصلاحية!
ربع ما يبتلعه المصريون من أقراص وحقن، قد لا يُعالج بل يقتل.
السؤال البديهي:
أين الرقابة؟
أين وزارة الصحة؟
أين أجهزة التفتيش؟
المواطن المصري البسيط، الذي يلهث وراء الدواء بكل ما تبقى له من أمل، لا يدري أنه قد يتناول قرصًا لا يحتوي على المادة الفعالة أصلًا، أو يحتوي على تركيبة مجهولة قد تسبب مضاعفات خطيرة، أو في أفضل الحالات... لا تُجدي نفعًا!
بالمليارات تُباع هذه السموم في الأسواق، ومصانع بير السلم تفرخ أنواعًا لا حصر لها من الأدوية، بعبوات "شكلها محترم" ومكوناتها قاتلة. أما الخاسر الحقيقي، فهو المريض الذي قد يفقد حياته أو يتدهور وضعه الصحي دون أن يعرف السبب.
وهنا لا نتحدث فقط عن مسكنات أو مكملات غذائية، بل عن أدوية حساسة لعلاج أمراض مزمنة وخطيرة، مثل السرطان، وأمراض القلب، والسكري!
إنها جريمة مكتملة الأركان، ضحيتها الأولى: المريض المصري.
في هذا العمود، سنفتح هذا الملف الأسود، ونكشف بالأرقام والوقائع كيف أصبحت تجارة الدواء المغشوش واحدة من أخطر الكوارث الصحية في مصر.وسنطرح تساؤلات حقيقية عن غياب الردع، وتراخي الرقابة، وتضارب المصالح داخل السوق الدوائي.
انتظرونا في التحقيق الكامل الأسبوع المقبل... وكن على يقين أن "كلامنا" دائمًا في الصميم.
