بقلم: رضا السعيد
في زمن بقت فيه الحقيقة سلعة نادرة، والصوت العاقل كأنه بيصرخ وسط زحام لا يسمعه أحد، تفضل الكلمة مسؤوليّة، والمقال وعد يومي للقارئ بأن فيه حد لسه بيشوف، بيفكر، وبيقول "لأ" لما الكل ساكت.
مش أول مرة نكتب، ومش أول همّ نحمله، لكن يمكن تكون أول مرة نقرر إننا مانسكتش. نكتب عشان نكشف، مش نجمّل. نحكي عن الزحمة اللي في الشارع، وعن الطابور اللي مابيخلصش، وعن الهمّ اللي الناس شايلينه ومحدش حاسس بيه.
"كلام في الصميم" مش هيكون تجميل ولا تزيين، هو كشف، ومكاشفة، ومرآة للي بيحصل، من غير رتوش. هنتكلم عن الزراعة اللي بتموت رغم إن الأرض عطشانة للخير، عن الاستثمار اللي بيهرب رغم إن الشباب واقف مستني فرصة، عن قرارات بتُتخذ في مكاتب بعيدة عن نبض الناس.
اللي بين السطور هيتقال، واللي فوق السطور هيتحلل، واللي جوه القلوب هنحاول نوصله.
لأننا مش بنكتب عشان نعدّي اليوم، إحنا بنكتب عشان نغير في بكره.