كتب/ أيمن بحر
يحاصر الموت الآلاف من سكان حى الكرامة الواقع شمال غربى مدينة غزة والذى دُمرت جميع أبراجه بفعل الحرب الإسرائيلية حيث كان من أوائل المناطق المستهدفة من قبل الجيش الإسرائيلى بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وخلال 15 شهرا واصل الجيش الإسرائيلى استهداف الحى الذى كان بوابة عبور جنوده ودباباته لوسط مدينة غزة، وتحديدا مجمع الشفاء الطبى فيما جعلته الحرب منطقة لا تصلح للحياة ولا يمكن لسكانها العودة لمنازلهم.
وبالرغم من الدمار الكبير فى الحى الذى تسكنه آلاف العائلات؛ إلا أن معظمهم عاد إلى المنطقة إما لبناء خيمة فى حيه السكنى أو لإصلاح غرفة أو زاوية فى الشقة السكنية التى كانت المأوى الوحيد للعائلة قبل اندلاع الحرب.
وخلال الأيام الماضية وقعت سلسلة من الانهيارات فى عدد من الأبراج السكنية بحى الكرامة مما أدى لإصابة عدد من السكان فيما يصعب إخلاء الحى السكنى لعدم وجود بدائل لدى السكان أو أماكن تصلح لمراكز للإيواء
وقال محمد أبو سلطان أحد العائدين للحى إن معظم الأبراج السكنية دمرها الجيش الإسرائيلى بشكل بليغ لكننى كحال الآلاف من السكان اضطررت للعودة من جنوب القطاع لمنطقتى السكنية فى ظل انعدام أى من البدائل.
وأوضح أبو سلطان أنه ومنذ عودته للحى قبل عدة أسابيع كان شاهدًا على انهيارات جزئية لعدد من الأبراج السكنية المتضررة كما أنه نجا في أحد المرات من سقوط بعض الحجارة وأعمدة المبانى فى أحد شوارع الحى.وأشار إلى أنهم يعيشون ظروفًا صعبًة للغاية فى الحى الذي تواجه ما تبقى من منازلهم وأبراجه خطر الانهيار فى أى لحظة متابعًا أعيش فى غرفة أسفل برج سكني مكون من ثمانية طوابق وقد يكون هذا المكان هو قبرى وقبر عائلتى.وقال حسن الريفى إنه "وعائلته المكونة من 15 فردا لم تجد ملجأً آخر إلا العودة إلى شقتهم السكنية التى تقع فى الطابق الثالث من أحد أبراج الحى لافتًا إلى أن أساسات البرج السكني متصدعة وبعضها مدمر بشكل كامل.
وأوضح الريفى أن البرج السكنى الذى عاد إليه يشهد بشكل يومى انهيارات جزئية للجدران والأعمدة والأساسات موضحا أن بعض الأبراج أجبر السكان على إخلائها خوفًا على أرواحهم.وأضاف: حاولت معنا الجهات المختصة أكثر من مرة لإخلاء المنطقة بالكامل إلا أننا رفضنا ذلك لأنه لا يوجد أى خيار آخر لنا ولا نرغب بالعودة للخيام التى ذقنا ويلاتها على مدار الأشهر القليلة الماضية مؤكدا أن خيارات سكان الحى ضيفة للغاية.
وتابع: نطالب الجهات المختصة بتوفير أماكن مخصصة لنا أكثر أمانًا والعمل من أجل حمايتنا من الانهيارات المتكررة للأبراج مشيرًا إلى أن الاحتلال تعمد ضرب أساسات الأبراج دون إسقاطها بالكامل لزيادة معاناة السكان
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدنى فى غزة محمود بصل إن سكان حى الكرامة غربى مينة غزة يعيشون أوضاعًا صعبة للغاية بسبب الدمار الكبير فى المنازل والأبراج السكنية للحى مؤكدًا أن تواجدهم فى المنطقة يشكل خطورة على حياتهم.
وأوضح بصل أن أبراج الحي مدمرة بشكل كبير ولا تصلح للسكن وهى بحاجة لإزالة مشيرًا إلى أن الطواقم المختصة لا تمتلك أى معدات تمكنها من القيام بهذه المهمة وإزالة الخطر عن السكان.وأضاف: الجيش الإسرائيلي دمر منظومة الدفاع المدنى فى غزة ونعمل فى الوقت الحالى بالحد الأدنى وليس لدينا القدرة على تحسين ظروف النازحين أو الاستجابة السريعة لمناشداتهم لافتًا إلى أن الحى يواجه صعوبات كبيرة للغاية.
وأشار إلى أنه بالرغم من الصعوبات التى يواجهها جهاز الدفاع المدنى بغزة إلا أنه استجاب لعدد من نداءات الاستغاثة التى أطلقها العائدون لحى الكرامة مشددًا على ضرورة الضغط على إسرائيل لإدخال معدات الإنقاذ اللازمة.
وختم: الآلاف من العائلات تواجه خطر الموت فى حال استمرار وجودهم فى الحى والمطلوب العمل من أجل توفير المكان الملائم لهم لافتًا إلى أن معظمهم يعيش فى غرف مستصلحة وآيلة للسقوط ولا تصلح للسكن.