متابعة الكاتب السعودي - محمد محسن السهيمي
طهران –
أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، أن البرلمان الإيراني وافق مبدئيًا على مقترح بإغلاق مضيق هرمز، في خطوة تأتي وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وذكرت قناة “برس تي.في” الرسمية أن تنفيذ القرار مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، الجهة المخولة باتخاذ القرار النهائي بشأن هذه الخطوة الاستراتيجية.
وفي هذا السياق، قال النائب إسماعيل كوثري، القائد في الحرس الثوري، في تصريحات نقلها نادي الصحفيين الشباب: “إغلاق المضيق خيار مطروح، وسيتم اتخاذ القرار إذا اقتضى الأمر”.
مضيق هرمز مجددًا في واجهة الأحداث
ويعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية الحيوية في العالم، حيث يمر عبره نحو 21 مليون برميل من النفط يوميًا، بالإضافة إلى ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال، ما يجعله نقطة اختناق استراتيجية في منظومة الطاقة العالمية.
وتزامن التصعيد الأخير مع الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران بتاريخ 13 يونيو الجاري، ما دفع طهران إلى التلويح مجددًا بورقة “هرمز” كوسيلة ضغط، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة في أسواق الطاقة العالمية.
تأثيرات اقتصادية واسعة
وتسبب الحديث عن إغلاق المضيق في ارتفاع أسعار التأمين على السفن العابرة بأكثر من 60%، كما بدأت بعض شركات الشحن الدولية بتغيير مساراتها، تجنبًا لأي مخاطر محتملة.
ورغم التهديدات، يرى محللو “جي بي مورغان” أن أي خطوة نحو الإغلاق الكامل للمضيق ستنعكس سلبًا على الاقتصاد الإيراني نفسه، خاصة أن طهران تعتمد عليه لتصدير نفطها واستيراد السلع الأساسية. كما سيطال الضرر حلفاء إيران، وفي مقدمتهم الصين، التي تستورد أكثر من 75% من صادرات النفط الإيرانية.
من جهتها، ترى مؤسسة “آر بي سي كابيتال ماركتس” أن الوجود العسكري الأميركي، لاسيما الأسطول الخامس المتمركز في البحرين، يجعل تنفيذ تهديد الإغلاق أكثر تعقيدًا.
سيناريوهات وردود أفعال دولية
وفي تقييمها للتداعيات المحتملة، توقعت شركة Potomac River Capital أن تُبقي التوترات الجيوسياسية الراهنة أسعار النفط عند مستويات مرتفعة، مع مخاطر اندلاع مواجهة مفتوحة في المنطقة.
أما “بلومبرغ إيكونوميكس”، فقد رجحت أن تشمل الردود الإيرانية المحتملة شنّ هجمات على مصالح أميركية أو استخدام تكتيكات مثل الألغام البحرية أو التحرش بالسفن في المضيق. وفي حال الإغلاق الكامل، قد تقفز أسعار النفط الخام إلى أكثر من 130 دولارًا للبرميل، ما قد يرفع مؤشر أسعار المستهلك الأميركي (CPI) إلى نحو 4% خلال الصيف، ويُجبر الاحتياطي الفيدرالي على إعادة تقييم مسار خفض الفائدة.
وعلى صعيد سوق الغاز، أشارت “بلومبرغ” إلى أن أي تعطل في الملاحة البحرية سيؤثر مباشرة على صادرات الغاز الطبيعي المسال، خصوصًا من قطر، التي تُعد من أكبر المصدرين عالميًا وتعتمد كليًا على المضيق كممر رئيسي.