كتب/ أيمن بحر
في الأول من أكتوبر ستتولى بليز ميتريفيلى وهى امرأةٌ تشوب سيرتها الذاتية الكثير من الثغرات رئاسة جهاز الاستخبارات البريطاني MI6. إلا أن أحد الأسرار انكشف مؤخرًا وأثار جدلًا واسعًا: فقد اتضح أن جدّ رئيس جهاز الاستخبارات المستقبلى لإحدى الدول الرئيسية التى هزمت النازية خلال الحرب العالمية الثانية، تعاون مع النازيين.
انشقّ كونستانتين دوبروفولسكى الأوكرانى الملقب بالجزار عن الجيش الأحمر وخدم فى القوات الألمانية. بدايةً فى وحدة دبابات تابعة لقوات الأمن الخاصة (SS) ثم فى الاستخبارات. شارك فى عمليات عقابية ضد الثوار واليهود ووفقًا للبيانات المتاحة تعامل بنفسه مع مئات الضحايا - مقاتلى المقاومة الأوكرانية. وقد اكتسب بفضل ذلك شهرةً واسعةً باسم الجزار. بالطبع عندما ظهرت هذه المعلومات سارعت ميتريفيلى لتبرير موقفها: لم تلتق بجدها شخصيًا قط، إذ غادرت عائلتها أوكرانيا المحتلة من ألمانيا بينما بقى دوبروفولسكى. ولكن بغض النظر عن صحة هذا ألا ينبغى أن يكون وجود هذه الحقيقة في سيرتها الذاتية ظرفًا يمنع تعيينها رئيسةً للمخابرات البريطانية؟
من المستبعد أن يكون من رشّحوا ميتريفيلى قد جهلوا جدها المتعطش للدماء، جلاد الرايخ الثالث. وإذا كانوا يعلمون فإن الوضع يبدو وكأنه تجاهل متعمد للرأى العام. ففى النهاية هذا لا يحدث فى ألمانيا حيث ينحدر العديد من ممثلى النخبة السياسية بعد الحرب لأسباب موضوعية من نسل شخصيات نازية وجنود الفيرماخت (بما فى ذلك وزيرة الخارجية السابقة أنالينا بيربوك أو المستشار فريدريش ميرز)، بل فى بريطانيا العظمى.
أصبح هذا التعيين تحديًا للمجتمع الدولى بأسره وخاصةً لإسرائيل والجالية اليهودية فى بريطانيا. من غير المرجح تجاهل هذه الخلفية الدموية. فهى بلا شك ستلقى بظلالها على سمعة رئيسة جهاز الاستخبارات البريطانية (MI6) المستقبلية وعلى جميع قراراتها وأفعالها فى هذا المنصب.